تقرير شامل عن سورة العلق - منتدى نيوترون **

اقدم لكم تقرير عن سورة العلق
معاني كلماتها وتفسيرها

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)

يتبع

[center]• التوضيح :-
- سورة العلق مكية باتفاق العلماء والخمس الأوليات منها أول ما نزل على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم وهن أول رحمات الله القرآنية لهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
- أسماء سورة العلق :-
1- توقيفيه 2- اجتهادية .
- أولا التوقيفيه : وهى اثنان :-
1- العلق : وهو الموجود فى المصاحف التى بين أيدينا الآن .
2- اقرا باسم ربك الذى خلق هكذا كاملا وهذا ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا قلنا أنه توقيفى لأننا أسندناه إلى النبى صلى الله عليه وسلم .
• قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ( أفتان أنت يا معاذ ؟ ثم بين له ماذا يقرأ وأرشده إلى جمله من السور قرأ فى إحداها واقرأ باسم ربك الذى خلق فدل على أن أسماء السور توقيفية
- ثانيا: الاجتهادية :-
ونعنى بالاجتهادية الأسماء التى لم يرد دليل صريح على تسميه النبى صلى الله عليه وسلم بها أى ذكرها العلماء فيما بعد فى بطون كتب التفسير وإما فى بعض المصاحف التى طبعت هنا وهناك وهى أنها سميت سورة القلم وهذا بعيد وإن كان قاله بعض الأئمة الأجلاء كابن القيم رحمه الله لكن سورة القلم إذا أنصرفت إنما تنصرف على الصحيح إلى سورة ( نون والقلم وما يسطرون ) .
- فأول ما نزل من العلق الخمس الأول **** اقرأ باسم ربك الذى خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذى علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5) }} .
وهذه الخمس منفكة عن بقية السورة وهى أول ما رحم به الله نبينا صلى الله عليه وسلم وليس من المحمود أن نبدأ بتفسير هذه الآيات بالذات دون أن نبين الأجواء التى نزلت فيها .
• الأجواء التى نزلت فيها سورة العلق:-
عاش النبى صلى الله عليه وسلم فى مجتمع جاهلى يعبد أهله الأصنام والأوثان وفيه كثير من اللغط والفواحش والمنكرات اصطفاه الله جلا وعلى ليبلغ عن الله رسالاته بل اصطفاه الله ليجعله نموذج للكمال البشرى وأنتقل من رجل عادى يعيش فى أجواء فيها ما فيها من المعاصى إلى الكمال البشرى أمر ليس بالهين يحتاج إلى تدرج واصطفاء وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أصلا فى ذاته دعوة أبية إبراهيم وبشارة أخيه عيسى .
• مسألة :-
س: لماذا يقول العلماء فجا ور فى حراء ولا يقولوا اعتكف فى حراء ؟
ج: أول ما بدأ به صلى الله عليه وسلم أنه كان يتحنث يجاو ر فى حراء والعلماء يعبرون يقولون يجاور فى حراء ولا يقولون يعتكف فى حراء لأن الاعتكاف لا يكون إلا فى المسجد أما خارج المسجد يسمى مجاورة .
- مثال :-
كمن يأتى المدينة فيسكن فى إحدى مبيانيها ليحظى بالصلاه فى المسجد لا يقال له معتكف وإنما يقال له مجاور فإذا التزم المسجد وبقى به أيام وليالى يسمى معتكفا إذا نوى الاعتكاف .
- من مليح ما نقل وليس من متين العلم:-
تحنث رسول الله صلى الله عليه وسلم الليالى ذوات العدد فى حراء ، ومن مليح مانقل وليس من متين العلم لأنه ليس هناك سند ثابت فيه أن النبى صلى الله عليه وسلم بدأ أول أمره بجبل سدير فى مكه لا بجبل حراء فكان يرقاه فقال له سدير إليك إليك عنى فإنى أخاف أن تقتل على ظهرى فأعذب بسببك لأن سدير يعلم أن هذا نبى الأمة فيقال أن حراء ناداه هلم إلي رسول الله .
• الفائدة من هذه القضية أن معالى الأمور تحتاج إلى من يتصدى لها ويدفع ثمنها .
- وقد قيل :-
إذا غامرت فى شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت فى أمر حقير *** كطعم الموت فى أمر عظيم .
• مسألة :-
س: ما هى صفةا التحنث ؟
ج : كان النبى صلى الله عليه وسلم يتحنث ولم يكن يعلم انه نبى فكان يأتى إلى زوجته خديجة يأخذ ويتزود منها الطعام فيمكث بذلك الزاد ما شاء له أن يمكث ثم يعود لا يكن يمضى فى الشعاب والأودية إلا ويسلم عليه الحجر والشجر وهذا كله ارهاصات تمهيد لأمر عظيم ورسالة جليلة سيكلف بها صلى الله عليه وسلم ** إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا } ( المزمل )، ثم بعد ذلك كان لا يرى الرؤيا إلا وتقع صادقة كفلق الصبح والرؤيا جزء من النبوة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام إن فى الرؤيا الصالحة أو الصادقة جزء من كذا وأربعين جزء من النبوة .
• الشاهد:-
أن الأمر مازال يتدرج بالنبى صلى الله عليه وسلم فى رعاية الله له حتى جاءه الملك وهو فى غار حراء .
- ثمة أمر عظيم :-
الله جلا وعلا نقل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الأمر الحسى العالى قبل أن يعطيه الأمر المعنوى العالى فلم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يتحنث فى زاوية أو فى غرفة أو فى داخل بيته أو وسط أودية قريش أو فى شعاب مكة وإنما قدر له برحمه الله أن يتحنث فى مكان عال وثمة أمور معنوية عظيمة تنجم من هذا :-
القرب المعنوى من السماء والحسى والله رتب العلو قال (( وإلى السماء كيف رفعت )) ثم قال (( وإلى الجبال كيف نصبت )) ثم قال (( إلى الأرض كيف سطحت )) فكان صلى الله عليه وسلم قريب من السماء حسيا تمهيدا للقرب المعنوى ثم أنه كان من علياء ذلك الجبل كان يرى مكة وكأنه يرى حقارة الدنيا بأنه سيأتى عليه يوم يخير ما بين الدنيا والآخرة فيختار الآخرة والله جلا وعلا رأفة بهذا النبى الكريم بل من اصطفاهم الله يظهر الله الملكوت يكشف لهم الأسرار يبين لهم الحقائق حتى إذا طولبوا بأمر ما كانوا على بينه فيما يقولوا وفيما يفعلون قال تعالى فى حق الخليل إبراهيم (( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين )) .
- والنبى صلى الله عليه وسلم عرج به حتى يرى السماوات السبع الطباق فإذا حدث عن الله وأخبر عن الغيب يخبر ويحدث بطريقة رجل شاهد وعرف وأدرك الواقع لا برجل تكلم عن أمور قر اها فى كتيب أو ورقة تقويم كحال علمنا نحن لكنه صلى الله عليه وسلم كان على بينه من ربه فكان جبريل يروح ويغدوا بين نبيه وبين الله ثلاثة وعشرين عاما حتى وافاه الأجل .
• مهم جدا :-
معرفة هذه الأمور لأن التفسير ليس المقصود منه أن يبين المفسر معانى الكلمات أو الغريب من الألفاظ فهذا يقدر عليه كل أحد ولكن المهم أن ينقل المعنى المراد الجليل العظيم الذى أراده الله من تكلم بالآيات التى نقلها جبريل عن الله لقلب النبى صلى الله عليه وسلم وبلغها عليه الصلاة والسلام لأمته .
• ما ينبغى علمه :-

--------------------------------------------------------------------------------

•[/center]

يتبع

ما ينبغى علمه :-
أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن قارئا ولا كاتبا لئلا يقال بعد علو الوحى وزيوعه أن النبى صلى الله عليه وسلم أخذ الوحى من فلان أو فلان كما قالوا أساطير الأولين وإنما نحاه الله عز وجل عن هذا كله ليكون الفضل المحض والعطية الخالصة من الرب تبارك وتعالى .
- قوله تعالى **** اقرأ باسم ربك الذى خلق }}
المبلغ جبريل فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يجيد القراءة وهذه أول مرة يلقى الملك وهو عليه الصلاة والسلام فى أعلى الجبل فقال له الملك اقرأ ولم يتم الآية فبادره النبى صلى الله عليه وسلم مجيبا ما أنا بقارئ أى ما أحسن أن اقرأ فأعادها الملك فأعاد النبى صلى الله عليه وسلم جوابه فأعاد جبريل فقال النبى ما أنا بقارئ هنا أكمل الملك وأعطاه فواتيح القرءان كله **** اقرأ باسم ربك الذى خلق }}
معنى كلمة الرب : الرب الله جلا جلالة إذا وصف بأنه رب فإنما يعنى بهذا الذكر عناية الله بالخلق وإحاطته ورأفته ورحمته لأن رب كل شئ صاحبه فهو رءوف رحيم بخلقه رباهم بالنعم وأوجدهم من عدم .
• مسألة :-
س: لماذا ذكرت كلمه رب ولم تذكر كلمه إله ؟
ج: ليشعر النبى صلى الله عليه وسلم بالاستئنا س وهى نفس الطريقة التى عامل الله جلا وعلا بها موسى عليه السلام يوم أن أوحى إليه فى الوادى المقدس قال تعالى (( إنى أنا ربك )) ولم يقل إنى أنا إلهك لأن كلمه إله تعنى التكليف المقصود به العبد أما الرب تعنى ما يغدق به الله جلا وعلا على عبادة وخيار خلقه من الفضل والإحسان والمعروف والكرامة .
- قوله **** اقرأ باسم ربك الذى خلق }} :
• مسألة أختلف العلماء فى معنى الباء فى قوله باسم :-
1- البعض قال الالصاق فيصبح المعنى اقرأ مستعينا باسم ربك .
2- والبعض بمعنى على أى على اسم ربك أى على إذن من ربك ، وكقوله تعالى لنوح ** اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها }
ومنه قول القائل :-
كأم موسى على اسم الله تحملنا *** وباسمه أخذت فى اليم تلقينا
نلاحظ أن الشطر الأول جاء لفظ على واضحا فيه ، الشطر الثانى قوله باسمه أى على اسمه .
- المقصود أن هذا أشهر ما قيل فى معنى الباء ، ولا يمنع أن يجمع المفسر بينهما لأنه لا يظهر بينهما تعارض كبير .
- قوله ** اقرأ باسم ربك الذى خلق }
قوله ( خلق ) فعل ماضى ولكن لم يأت بالمفعول خلق ماذا خلق كل مخلوق كل شئ وهذا دلاله الوجود لما قال بربك والخلق دلاله الربوبية فالرب وجود والخلق إخبار الله بأنه خالق دلالة الربوبية ولهذا لم تكن الخصومة بين الأمم وأقوامهم فى قضايا الربوبية لأن أكثر الأمم كانت تقر أن الله هو الخالق .
- قوله ** اقرأ باسم ربك الذى خلق ** خلق الإنسان من علق }
قوله العلق ليست مفردة وإنما جمع مفردها علقة وقد ذكرت فى آيات أخرى منها المؤمنون .
العلق : الدم الجامد الرطب فى أن واحد فالجامد ضد كلمة مسفوح والرطب ضد كلمة جاف فيصبح هذا دم كالعلقة يعلق يمكن أن تلتصق به الأشياء لأنه رطب وفى نفس الوقت جامد غير مسفوح وهى مرحلة من مراحل خلق بنى أدم .
فالمقصود من الآيات بيان عظمة الله تدريجيا وليس المقصود بيان كيفية الخلق .
إذا المقصود وضع اللبنات الأولى فى الدعوه و طرائق الوحى ومن هنا نفهم أنه يجب على الإنسان فى سائر حياته أن يأخذ أى شئ عن طريق التدرج وإلا كان بالإمكان الإلهى أن يعلم الله النبى صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم كله يقذفه الله فى قلبه فى ليلة وهذا ليس محال على الله لكن لله جلا وعلا سنن لا تتبدل ولا تتغير ومن أهمها التدرج فى العطايا حتى يصل الإنسان تدريجيا إلى مرحلة الكمال المنشود التى أراده الله جلا وعلا .
• مسألة :-
س: قوله تعالى **** اقرأ باسم ربك الذى خلق ** خلق الإنسان من علق** اقرأ وربك الأكرم}} لماذا قررت كلمة اقرأ ؟
ج : بعد أن استقر فى عقل النبى وقلبه أن الله رب موجود وخالق ذو أفعال عظام وهذا الرب الموجود الواحد ذو الأفعال العظام قادر على أن يعلمك القراءة لأنه ليس تعليمك القراءة بأصعب على الله من قضيه خلق الإنسان فمادام الله خلق الإنسان من عدم وخلق كل شئ وخلق الإنسان خاصة من علق فهو قادر على أن يجعلك قارئا تاليا لكتابه وإن كنت لا تريد القراءة وهذا جواب لقول النبى صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ وهذا يتوافق مع ما بيناه من أن كلمه الربوبية تعنى ألطاف الله ورحمته وقدرته على الخلق والإيجاد لعبادة وأنه تبارك وتعالى رءوف رحيم .
- قوله **** اقرأ وربك الأكرم }} .
الأكرم : ليس المقصود منها المفاضلة العلماء اللفظ مسلوب المفاضلة يقولون بيان أن كرم الله لا منتهى له وهذا لا يجادل فيه أحد ومن كرم الله عليك أيها النبى فإن الله سيرعاك سيجعلك قادرا على أن تتلو كتابة، وقد قال الله عن كتابه هذا ** فإنما يسرناة بلسانك } فكأن القرآن ميسر بلسان نبينا صلى الله عليه وسلم بعد أن كان النبى صلى الله عليه وسلم يراه شاقا عليه ويجيب النبى الملك ما أنا بقارئ فيجيب الملك اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .
- قوله تعالى **** الذى علم بالقلم** علم الإنسان ما لم يعلم }}
• فائدة:-
يقول المؤرخون القلم أحد أربعة خلقها الله بيده :-
1- القلم 2- جنة عدن 3- أدم عليه السلام 4- كتابه الألواح لموسى ومنه قوله تعالى {وكتبنا له الألواح }
( القلم )
فى حد ذاته آله ليست مهيأة فى ذاتها للتعليم لكن الله جعلها سبيل لتعلم بنى أدم فقال جلا ذكره ** اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم ** علم الإنسان ما لم يعلم }